مهنة الحواج



هذا الموضوع برعاية


لدعم نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا

 :لطلب الكتاب يمكنكم التواصل على

+97333191975
:أو على
info@actsmartpr.com

مهنة الحواج 

من كتاب مما رأيت – للرحالة الدكتور فهد إبراهيم الشهابي 

إعداد: حوراء الصباغ

لطالما استخدم الإنسان مكونات الطبيعة لعلاج ما يلم به من أمراض بين الحين والآخر. وبالرغم من التطور الكبير الذي وصل له علم الأدوية، إلا أنه مازال هناك الكثيرون ممن يلجئون إلى العطارة، أو الأدوية الشعبية، لعلاج بعض أمراضهم.

ومن الصعب ذكر داء لا وجود لعلاج له في محلات العطارة الشعبية. وتعتمد هذه المهنة على مكونات طبيعية، بعضها موجود في جزيرة البحرين، وبعضها الآخر يستورد من دول، كالهند وإيران. 

وتعد مهنة الحواج أو العطار باختلاف مسمياته، مهنة أصيلة وصعبة لا يمكن ممارستها إلا بالخبرة والدراية والمهارة، حيث تتطلب الإلمام التام بجميع الأعشاب الطبية والعطرية والنباتات، وكافة تفاصيلها المتمثلة في البذور والأزهار والأوراق والقشور، إذ تتفرع وتتنوع الاستخدامات والعلاجات المستخلصة منها.

إلى جانب التعامل مع الأعشاب، يقوم العطار ببيع كافة الزيوت العلاجية المستخلصة من النباتات، فضلًا عن الخلطات العلاجات الخاصة المعروفة لدى كل عائلة بحرينية والتي يستخدمها الأشخاص في حالات معينة، كمجموعة نباتات "العشرج" أو "العشرق" باختلاف النطق، التي يتم غليها وشرب ماؤها لعلاج داء عسر الهضم، وغيرها من الخلطات.

وبالإضافة إلى التعامل مع الأدوية الشعبية، فإن الحواج عادة ما يبيع أصناف البهارات التي تحتاجها ربات البيوت لإعداد الطعام، وبعض الأشربة، كالقهوة والشاي بأنواعه وغيرها.

ويطلق على من يعمل في العطارة في مملكة البحرين اسم "الحواي" بحسبة لهجة أهالي المدن، و "الحواج" بحسب لهجة أهالي القرى. وبطبيعة الحال، فإن أشهر من عمل في هذه المهنة، العائلة التي أطلق عليها لاحقًا لقب عائلة "الحواج".

الحواج الشهير عبد الجليل الحواج، يسرد بعضًا من التفاصيل الخاصة بالمهنة في كتاب مما رأيت للرحالة البحريني الدكتور فهد إبراهيم الشهابي.

وحول ذلك، يقول عبد الجليل الحواج إن جذور مهنة الحواج تمتد حتى قديم الزمان منذ عهد الرسول الأعظم، حيث كانت بدايات الطب الشعبي، وثم ورثها ومارسها الأحفاد من الأجداد حتى باتت متوارثة أبًا عن جد فطريًا، حيث تعتبر مهنة مبنية على التجارب والخبرات، وتسندها ثقة المجربين. 

وأشار إلى أن عائلة الحواج البحرينية امتهنت هذه المهنة منذ ما يقارب 150 عامًا وحتى الآن، حيث توارثها عن والده، ووالده ورثها من الأجداد. لافتًا إلى أنه الآن يركز على ابنه ليكون خلفًا له. 

ووصف عبد الجليل الحواج شعور المرضى بعد استخدام علاجات الحواج، بأنه خلال أيام معدودة "يصير جذاب (كذاب) وكأنه مافيه شي"! لافتًا إلى وجود عشبة خاصة تعالج كل مرض وكل مفصل في الجسم، فعلى سبيل المثال توجد 8 أعشاب تعالج 360 مفصلًا في الجسم، وغيرها لعلاج آلام الظهر والدسك، وغيرها لعلاج احتكاك العظم والركب.

وأضاف إلى أن علاجات الحواج تشمل جميع الأمراض، بدءًا من الأمراض النسائية وحتى الأمراض الجلدية، مثل الثعلبة بشكل خاص، والتي استطاع الحواج أو العطار أن يكون متفوقًا على أطباء الجلدية في علاجها. 

ولفت إلى اختلاف مسميات الأعشاب وفقًا لاختلاف المناطق، حيث كل عشبة من الممكن أن يكون لها أكثر من 4 أسماء، وعلى الحواج أن يكون محترفًا في تمييزها جميعًا. فعلى سبيل المثال، الحبة السوداء من الممكن أن يطلق عليها حبة البركة، وسويدة، وسيادونه، وغيرها من المسميات الكثيرة.

وأوضح أن إيران والهند تحتلان الصدارة كأكثر دولتين يتم استيراد الأعشاب منهما، تليهما مصر والسودان وسوريا وباكستان. مشيرًا إلى أنه بدأ بعمل علاجات للشعر وشامبوهات طبيعية والمصنوعة في البحرين والاستغناء عن المنتجات المستوردة، فضًلا عن الحناء الطبيعي بألوانه المختلفة، الأحمر والبني والأشقر والأسود. حيث 

الدكتور فهد إبراهيم الشهابي

:لطلب الكتاب يمكنكم التواصل على +97333191975 :أو على
info@actsmartpr.com






إرسال تعليق

0 تعليقات