للإعلان في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
للمشاركة في نشرة الفنر الثقافية أضغط هنا
شهادات محمد عبدالرزاق القحطاني
كتبت : شيخة العسم
في لقاء خاص مع الأستاذ محمد عبدالرزاق القحطاني حول التعليم النظامي في مملكة البحرين ،قال في بداية حديثه نعم يقال أن أول مدرسة بنيت في البحرين سنة 1919 وهي مدرسة الهداية الخليفية ، ولكن هذه المدرسة لم تبنى في سنة 1919 وإنما وضع لها حجر الأساس وبدأ التعليم فيها بداية العشرين ، ولكن أيضا ما قال أن التعليم بدأ في 1919 فهو صحيح ولكن عن طريق زيارة رحمه الله الشيخ عبدالله بن عيسى للملكة المتحدة خلال الطائرة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وخلال زيارته اطلع على بعض المؤسسات التعليمية فاستهوت الفكرة ولما رجع للبحرين جمع له بعض رجالات المحرق وعرض عليهم الفكرة من خلال إنشاء مدرسة تعلم العلوم الحديثة أيضا تشجع هؤلاء الرجال وساهمو بمال وبنيت المدرسة ، وكانت الأرض هبة من حاكم البحرين آن ذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفه رحمه الله ، وهنا في عام 1919 بدأ التعليم فعليا وذلك في بيت تبرع فيه علي بن إبراهيم الزياني رحمه الله وبدأ هنا التعليم ثم انتقل الطلاب عندما انتهت من بناء المدرسة ،
المطوع والتعليم الحالي
ولكن عندما نعود لموضوع المطوع كان موجود أيضا سواء للبنين أو البنات وكان في الحقيقة الدراسة متعمقة وجيدة والذي يخرج منها يحسن القراءة والنطق ، وأنا شخصيا لما درست عن المطوع وكان ذلك في فريج كانوواكان أسمه الملا خليل المؤذن ، ومن بين الزملاء الذين تخرجو على يديه آنذاك الوجيه عبالرحمن جاسم كانوا رحمه الله وعبدالعزيز جاسم كانو و حمد علي كانو رحمه الله ، ولكن هنا أريد أن اتوقف عند أسلوب المطوع وأساليبه التربوية التي تطبق حاليا في مدارسنا النظاميه ، فماهي ، أولاًوهو ما يشغل بالنا كآباء وتربوين ومعلمين وهو التعاون بين البيت والمدرسة هذا الموضوع كان موجودفي المطوع ، حيث كان الأب يأتي بالطالب ويسلمه بنفسه للمطوع ويحمله كامل المسؤوليه وكان يقول الأب للمطوع وهي مقول شهيره تُشعر المطوع بمسؤوليته وتععطيه الثقة (لك اللحم ولي العظام) .
أما الموقف التربوي الثاني عند المطوع ، وهو مايطبق حاليا وهو مايسمى بالتقويم المستمر ، حيث كانت مدارسنا في نهاية العام تقدم الامتحان من ينجح ينجح ومن يرسب يعيد السنة الدراسية ، الأن لا استحدث نظام الفصلين من حين الى أخر ويقيم الطالب ، وكان هذا ما يحدث في فترة المطوع حيث يقيم الطالب كل يوم خميس ويختبر أسبوعيا حيث يراجعون ويمعون للمطوع كل ماتعلموه طوال الأسبوع ويستعد الطلاب في ذلك الوقت استعداد كامل وكان ينتابهم نوع من الرهبة والخوف ، وكانت هناك مقوله يرددها الطلاب ( يوم الخميسإلى ما يحفظ يخيس)، كما كنا نعطي للمطوع ( الخميسية) وهي عبار عن 4 بيزات عبارة عن (أنة) واحدة ، وفي نهاية الشهر نعطيه المقسوم تقريبا 100 فلس (روبية) ،
الموقف الثالث ، وهو ما يسمى بحفل التخرج في المرحلة الثانوية او الإعدادية والابتدائية والآن حتى الروضة ، من لباس التخرج من قبعة ولباس ، هذا كان موجود أيضا في ذالك الوقت ويسمى ( الختمة ) ، عندما ينهي الطالب حفظ القرآن الكريم من بدايته حتى نهايته يعيد له المطوع من البداية إلى النهاية ويسمى جرد القرآن مرة ثانية ويتأكد أن الطالب حفظ القرآن يقام له حفل تخرج في ذلك الوقت ، يلبسونه الدقلة والخنجر والسيف ويخصص يوم الحفلة عطله لجميع الطلبة وبصحبة الطلاب والمعلم يطوف الطالب الخاتم للقرآن الكريم على البيوت ويرددون الختمه أحد الطلبة يقرأ( الحمد لله الذي هدانا والبقية يردد ( آمين ) للدين والإسلام اجتبانا ...آمين ... سبحانه من خالق سبحانه .. آمين .. بفضله علمنا القرآنا .. أمين ) ولها بقية طويله ، بعدها يقوم صاحب البيت بإعطاء المعلم المقسوم وهكذا من منزل لأخر حتى وقت الظهر وفي الأخير يتوجهون لبيت الطالب الخاتم ، فتنتظرهم مائدة يأكلون ويشربون ويفرحون .
هذه المواقف التربوية يقول القحطاني كانت موجودة والأن ايضا موجودة وتطبق ، لما تخرجت من المطوع ذهبت إلى المدرسة وكانت هناك عدة مدارس بنيت بعد مدرسة الهداية الخليفية منها التي درست فيها ذاك الوقت المدرسة العلوية في الخميس وأيضا المدرسة الجعفرية ، بعدها أنشئت أيضا مدرسة الهداية الخليفة للبني في المنامة والتي كانوا يطلقون عليها المدرسة الجعفرية ثم حملت اسم المدرسة القديمة وبعدها اسم الغربية وأخيرا حملة اسم مدرسة أبوبكر الصديق في الوقت الحاضر ، أيضا أنشأت مدرسة أخرى في المحرق وهي تعتبر أول مدرسة للبنات 1928م وهي مدرسة خديجة الكبرى ،
مراحل التعليم خلال الدراسة
عندما تخرجت من المطوع دخلت مدرسة الهداية الخليفية بنين في المنامة ، كان في ذالك الوقت النظام لي ابتدائي ثم اعدادي ثم ثانوي كما هو اليوم ، أولا كان هناك ثلاث صفوف يسمون ب الروضه وبعدها أربع ابتدائي ثم تغير اسم الروضة فأسموها صفين تحضيري ثم 4 صفوف ابتدائي وبعدها 4 صفوف ثانوي فكانت 6 و4 مجموعهم 10 صفوف بعدها انتهت مرحلة التحضيري عام 1960 م ودمج الابتدائي مع التحضيري ، فلما دخلت كان من المفترض أن أمر على صفوف الروضه ، لكن كان هنا السكعبدالرحمن ميرزا صاحب مكتبه البحرين سألني هل تعرف القراءة ، فقلت له أنا خاتم للقرآن فأعطاني لأقرأ وقرأت بسرعة فقال إذا ستتخطى الروضه وتذهب إلى الابتدائي وبقيت في المدرسة أربع سنوات ، وكان مدير المدرسة سالم العريض والد سعادة السيد جواد العريض ، وتقرر في منتصف الأربعينات ترقيته إلى وضيفه في محاكم البحرين ويمكن ما سأرويه الأن من حادثه قد تكون الأول من نوعه ، وهو الاعتصام الذي حدث بين الطلاب بأن يتركهم مديرهم فاعتصموا خارج المدرسة يطالبون ببقائة وانهم لا يريدون مديرا أخر ، كيف حدث هذا ولماذا حدث ، بسبب وصول البعثة التعليمية المصرية آنذاك ، واقتضى ذلك الوقت بتعين الله يرحمه الاأستاذ حسين القضاحي ويرقى الأستاذ سالم العريض ليكون قاضي في المحاكم البحرين ، لكن صار هناك نوع من الاقناع وعاد الطلاب للمدرسة .
التعليم أيضا في ذلك الوقت كان يحتوي على عدد من الجنسيات فهناك مدرسون فلسطنين ولبنانين وبحرينين ومن بينهم الأستاذ جاسم الشيراواي ، أ.جاسم محمود اسماعيل العريض ،أ. ميرزا عبدعلي أ. الشيخ أحمد بوبشيت أ. ابراهيم كانو ، أ محمد عبدالخالق ، علي المدني وعبدالعلي عباس رحمهم الله ، وكان أيضا مدرس يهودي اسمه شاؤل كان يدرسنا اللغة الإنجليزية ،وكان جاد بتدريسة وكان قلما يبتسم لنا حيث كان همه التدريس.
عندما جائت البعثة التعليمية كان هناك اهتمام أكثر باللغة العربية وآداب اللغة العربي والمحفوظات والشعر ، مثال على هذا الاهتمام ، كانو يقدمون لنا محفوظات في منتهى الروعة لأدباء مثل لطفي المنفلوطي بعنوان (لوتراحم الناس) وكان استاذ العربي فريد فودا كان يشدد على نطقها بنطق صحيح وبألقاء قوي وتفاعل مع المطلع ، وحتى في الإنشاء وكلمات قوية ، مثل ( وبلغ السيل الزبا ) وكنا في الصف الخامس فقط ولابد أن ندخل الجمله في التعبير والإنشاء .أو الاعتناء بالمكتبه من خلال القراءة أما الطلاب وأيضا المسرح المدرسي شهد الكثير من المسرحيات و الأنشطة والندوات والمناظرات وكان الجميع يشترك فيه من طلاب ومدرسين . وأذكر أيضا أنيشاركت في مسرحية عن سيدنا بلال وبني أمية وكان دوري أن ادافع عن بلال ، فكنت أقول بصوت قوي خلال المشهد الذي كنت أقوم بدوره ( ألم تنظر أبا بكر بلالا على الرمضاء يوثق بالحبال أمية راح ينهبه بصوت ويرميه بصخر كالجبال ).
التخرج ونهاية المشوار
وعند التخرج أقيم حفل في قاعة مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق برعاية وحضور الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف آنذاك ومدير المعارف الأستاذ أحمد عمران ،حيث كان في البدايه قد تسلم المدبرية أجنبي مستر وكدد وبعدها أحمد عمران بعده رافقه في الستينات الشيخ أحمد عبدالعزيز كانت إدارة المعارف ثم سميت بمديرية المعارف ثم مديرية التربية والتعليم وصار الأستاذ أحمد عمران مدير عام للتربية والتعليم ثم صار وزير التربية والتعليم وخلفه بعدها الشيخ عبدالعزيز وزيرا للتربية والتعليم وبعدها الدكتور علي فخروا .
0 تعليقات